إن الذي يبادر بالكلام في أصل الطيب و الشذا و الرحيق و العبق،
فقد يكون هذا الشخص صاحب شخصية فذة و نقية الوجدان و
يمتلك الكثير من الأحاسيس التي تميل للجمالية الواقعية و الملموسة
لا للخيال و الأحلام و الرمزية الصورية… !!!!
فكذلك الكلام و التعبير عن الألوان ، مثلها كمثل أنواع الطيب ، و من حاول مزجهما
فإنّه بالضّرورة سيحصل على نتيجة مفاجئة للغاية لا يستطيع معرفتها مسبقا
بل يفرض عليه عنوة أن يخوض عسرة التجربة ...
فهل سينجح في مزج شيئين أولهما يرى و الآخر يشمّ و لا يرى ؟؟؟؟
فهناك من يرمز للحب مثلا باللون الأبيض
و للوفاء بلون كذا و للأمل بلون كذا …
فمثل هؤلاء تحركهم أذواق تسكن باطنهم و يألفون الألوان
أو بعبارة أخرى الذي يندمج مع هذه الأطياف الجميلة
يحسن مداعبة الألوان و يميل إليها لأنّها تذكره بأشياء كثيرة
ربما يكون قد نسيها …
فاللون الأحمر ينعكس بالأناقة الحقيقية على المرأة التي
ترتدي فستانا بهذا الشكل لأنّها ببساطة تسكن داخل لون
من الألوان الأصلية …فيتجانس هذا اللّون مع جمال أنوثتها …!!!!
و لا ينبغي للرجل ذوقا أن يرتده لأنّه سينعكس عليه سلبا جماليا
و حتى شرعا فهو غير مباح…
و هكذا نتعامل مع بقية الألوان الأخرى ، و كل حسب ذوقه
و تصنيفه لها بالطريقة التي يراها بمشاعره المائلة للطبيعة..